للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لو كان فضيلة المفتي يعيش في واشنطن أو باريس أو حتى في وارسو؛ فقد يكون له بعض العذر، رغم أن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة لم تُبْقِ لأحدٍ عذرًا في عدم التثبت مِن الأخبار أو تلفيق الاتهامات بلا دليل، فما بالك إن كان فضيلته يعيش في مصر، وأخبار تبرئة القضاء والشرطة للسلفيين مِن هدم الأضرحة، وحراستهم للكنائس يعلمها القاصي والداني.

قال فضيلة المفتي:

«وعلينا أن نحترس مِن هؤلاء بشدة، وأن نعمل على وقفهم؛ حمايةً لسلامة بلادنا ووحدتها السياسية والاجتماعية والدينية»!

التعليق:

مَن الذين يجب عليهم أن يحترسوا مِن هؤلاء بشدة؟!

مَن الذين يجب أن يعملوا على «وقف السلفيين»؛ حمايةً لسلامة بلادنا ووحدتها السياسية والاجتماعية والدينية؟!

الجواب:

١ - إن كان فضيلته يقصد المجلس العسكري الذي يحكم البلاد؛ فكان على فضيلته أن يخاطبه مباشرةً مِن باب حرصه على مصلحة البلد، مع أن المجلس العسكري قد أثنى كثيرًا على السلفيين لتعاونهم معه - وما زالوا - في حفظ أمن البلاد.

لدرجة أن المحلل السياسي الدكتور عمار علي حسن قال -حسب موقع الجزيرة نت في ٢١/ ٤/٢٠١١ - : «إن المجلس العسكري يأمل في استغلال السلفيين كقوة منظمة في المشهد الاجتماعي والسياسي؛ لضبط الشارع وعملية انتقال السلطة».

٢ - وإن كان فضيلة المفتي يقصد الرأي العام المصري - الذي يتعاطف كثيرون منه مع السلفيين -؛ فكان الواجب على فضيلته أن ينشر هذا المقال في إحدى الصحف المصرية الناطقة بالعربية، والتي ذكر كثيرٌ منها أخبار تبرئة السلفيين واتهام غيرهم بتلك الجرائم، بدلًا مِن أن يلجأ إلى صحيفة أمريكية تؤثر على الرأي العام الأمريكي!!

نحن يا فضيلة المفتي -ومعنا معظم المصريين- نرفض الوصاية الأمريكية.

<<  <   >  >>