للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث]

[الأسلوب القرآني الفريد]

ويطلق الأسلوب في اللغة على الطريق الممتد، ويقال للسطر من النخيل أسلوب، والأسلوب الطريق والوجه والمذهب، والأسلوب الفن، يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه.

وفي اصطلاح البلاغيين: هو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير بها عن المعاني قصد الإيضاح والتأثير، أو هو العبارات اللفظية المنسّقة لأداء المعاني. فالأسلوب القرآني: هو طريقته التي انفرد بها في تأليف كلامه واختيار ألفاظه (١)، ولقد تواضع العلماء قديما وحديثا على أن للقرآن أسلوبا خاصا به مغايرا لأساليب العرب في الكتابة والخطابة والتأليف.

وكان العرب الفصحاء يدركون هذا التمايز في الأسلوب القرآني عن غيره من الأساليب، روى مسلم في صحيحه (٢) (أن أنيسا أخا أبي ذر قال لأبي ذر: لقيت رجلا بمكة على دينك، يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس، قال: يقولون شاعر، كاهن، ساحر- وكان أنيس أحد الشعراء- قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون).


(١) «مناهل العرفان» للزرقاني ٢/ ١٩٩.
(٢) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة ٧/ ١٥٣.

<<  <   >  >>