للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنّ من أحسن الكتب فيما اطلعت عليه في تزييف أباطيلهم كتاب "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة رحمه الله، فقد أبطل رحمه الله جلّ شبهاتهم حول سنة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فجزاه الله خيرًا.

الشّفاعة في اللغة:

قال ابن الأثير في "النهاية": قد تكرر ذكر الشّفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي: السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم، يقال: شفع يشفع شفاعةً فهو شافع وشفيع، والمشفّع: الّذي يقبل الشّفاعة، والمشفّع: الّذي تقبل شفاعته. اهـ

وفي "القاموس" و"تاج العروس": والشّفيع: صاحب الشّفاعة، والجمع: شفعاء، وهو: الطالب لغيره يتشفّع به إلى المطلوب.

وفيهما أيضًا: وشفّعته فيه تشفيعًا حين شفع -كمنع- شفاعةً، أي قبلت شفاعته كما في "العباب"، قال حاتم يخاطب النعمان:

فككت عديًّا كلّها من إسارها ... فأفضلْ وشفّعني بقيس بن جحْدر

وفي حديث الحدود: ((إذا بلغ الحدّ السلطان فلعن الله الشافع والمشفّع)) (١).

وفي حديث ابن مسعود: ((القرآن شافع مشفّع، وماحل (٢) مصدّق)) ... (٣).


(١) سيأتي إن شاء الله: أنّ الصحيح أنه موقوف على الزبير بن العوام رضى الله عنه.
(٢) ماحل: يعني مدافع مجادل من المحال، وهو الكيد وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدة. اهـ من "النهاية لابن الأثير.
(٣) موقوف عليه، وصح مرفوعًا من حديث جابر كما سيأتي إن شاء الله.

<<  <   >  >>