للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإثبات كماله حيث لا يشابهه أحد لكماله. ومنها قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرا) (الإسراء: ١١١). فأمر الله بحمده لانتفاء صفات النقص عنه وهي اتخاذ الولد، ونفيه عن الله يتضمن مع انتفائه كمال غناه. ونفي الشريك عن الله يتضمن كمال وحدانيته وقدرته، ونفي الولي عنه من الذل يتضمن كمال عزه وقهره. ونفي الولي هنا لا ينافي إثباته في موضع آخر كقوله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ امَنُوا) (البقرة: الاية٢٥٧). وقوله: (ألا أن أولِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) (يونس: الاية٦٢). لأن الولي المنفي هو الولي الذي سببه الذل، أما الولي بمعنى الولاية فليس بمنفي. ومنها قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض) (الجمعة: الاية١). والتسبيح تنزيه الله عن النقص والعيب، وذلك يتضمن كمال صفاته.

وفي الآية دليل على أن كل شيء يسبح الله تسبيحاً حقيقياً بلسان الحال والمقال إلا الكافر؛ فإن تسبيحه بلسان الحال فقط؛ لأنه يصف الله بلسانه بما لا يليق بالله عز وجل.

<<  <   >  >>