للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أقصاها - باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى في ارجاء البلاد - غير عابيء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر))

نعم شنودة غير عابيء بوطن يؤويه ودولة تحميه ..

وكيف يعبأ وهو الذي اعتاد على حياة الصحارى والخرابات والأماكن المهجورة ..

كيف يعبأ وهو تلميذ لمعلميه من مطاريد الأديرة (كيرلس السادس ومتَّى المِسكين) ورهبان عصابة الأمة القبطية المتطرفين والخارجين على القانون والمنحرفين عن الدين ..

ولكن أخطأ السادات وسلطاته عندما ظن أن شنودة تنكب عن الطريق المسقيم وكيف له وهو لم يكن يومًا يعرف الاستقامة في توجهاته ونزعاته العنصرية الَّتِي بدأها مع جماعة من الرهبان منبوذة مطرودة ومنحرفة عقائديًا ..

أخطأ السادات وسلطاته الَّتِي تغافلت عن عمد أو جهل بمجريات الأحداث بكنيسة من الملل الَّتِي من المفترض أن تكون خاضعة للسيادة المصرية .. وما زالت السلطات إلى الآن جاهلة بمجريات الأحداث بالكنيسة القبطية وتقف عاجزة غير مدركة لخطط كنيسة الأمة القبطية الَّتِي يتزعمها شنودة ..

ما زالت السلطات تقف موقف المدافع لصد الهجوم والتهديدات الَّتِي تشنها كنيسة الأقباط النصارى ..

ما زالت تلك الدولة العلمانية غير واعية ولا مدركة بمسئولياتها تجاه الإسلام والمسلمين ومدى الخطورة الَّتِي تحيط بشعب أغلبيته يدين بالإسلام وليس بالديمقراطية ولا العلمانية ولا الاشتراكية ..

كان قرار السادات بعزل شنودة وتحجيم نشاطات الكنيسة السياسية ووضع رهبانها بجميع فئاتهم ورتبهم في حجمهم الحقيقي وفضح نواياهم وحصرهم في مهامهم العبادية الَّتِي لا تخرج عن تعاليم المسيحية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كثيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ولكن هذا القرار جاء متأخرا ..

كثيرًا ما انتاب السادات الحيرة والتعجب بشأن تصرفات شنودة ولكن تلك التصرفات لم تستوقفه ولم يعطى لها وقتا واهتماما ..

فور عودة السادات من كامب ديفيد مع بطانته وعلى رأسهم بطرس غالي (مبعوث الكنيسة الغير معلن) وإعلانه لمعاهدة السلام مع إسرائيل ..

تلقى السادات تأييدا من كنيسة الأقباط النصارى حيث أعلن المجمع المقدس مباركته وتأييده التام للتسوية والسلام مع إسرائيل ..

<<  <   >  >>