للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبنحوه يصرح (ثروت باسيلي) وكيل المجلس الملِّي بأن ما قاله الأنبا: (حقائق تاريخية).

وكذا قالت المطرانية في معرض الدفاع عن أسقفها.

وما لا يعرفه هؤلاء الكتاب هو أن تلك الأفكار قد بثَّ بذورها قادة الكنيسة وهم بعد شباب منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، تلك البذور التي حملت بعضهم على القيام باختطاف بطريرك الكنيسة وباباهم الروحي (يوساب الثاني) وعزله من منصبه بقوة السلاح،

ثم بدأت تنمو تلك البذور مع مرور الوقت وأطعموا منها الكثير من المسيحيين فأثمرت لنا شجرة الكراهية والتعصب التي ترفض الوطن وتتحالف مع الشيطان تلك التحالفات التي ظهرت وهم يدعون شارون لدخول مصر في تظاهراتهم، وتلك التي تظهر في مقولات ودعاوى من يسمون أنفسهم بأقباط المهجر.

فهل يمكن للكنسية أن تخرج وتقول لأتباعها ما لقَّنَّاهُ لكم على أنه الحقيقة التاريخية لم يكن صحيحًا؟ وفي الوقت الذي يتسابق فيه قادتها في عرض أطروحاتهم المتشددة والمتطرفة نجدها تزوي وتخرس أصوات الحكماء.

وأقرب مثال على ذلك ما حدث مع الأب (متَّى المسكين)، فلقد عاني الكثير وأُغمط من قبل المؤسسة الدينية حتى وصفوه بـ (متى المسكون) سخريةً واستهزاءًا به، ويقول في مذكراته وهو يصور صراعه مع الفريق السابق:

(والعجيب أن صداقتي وحبي للمسلمين كان موضع تساؤل مستمر من المسيحيين وكأنه أمر يؤذيهم، فكنت أزداد عجبا وغيرة فأحدثهم عن أصالة الوعي المسيحي أنه وعي إنساني قبل كل شيء).

ويقول: (ولكني كنت أبذل جهدا في إزاحة الحواجز التي تحجزني عن المسلمين لأنها حواجز موروثة ومتبادلة، غير أني كنت أكتشف يوما بعد يوم أنها حواجز مصطنعة وليست أصيلة، فليس لها أصل عرقي عنصري قط).اهـ

إلا أن تلك النزعة العنصرية هي التي تشكل أفكار أولئك الذين باتوا قادة للكنسية؛ ومن ثَمَ تخرج علينا تلك الأفكار العبثية؛ من كون المصريين قد تعرضوا للاضطهاد حتى أصبحوا شيئًا آخر - أي مسلمين - فإن كان ذلك حقا فنحن المسلمين أبناؤهم وهم أجدادنا نحن، فإنها قضيتنا لا قضيتكم ونحن راضون بإسلامنا ومتسامحون فيما جرى لأسلافنا،

<<  <   >  >>