للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عاما حتَّى بعد اسقاط السنوات الَّتِي طرد منها الراهب مينا المتوحد وتلاميذه وسحب الاعتراف بالدير .. ولكن كان هناك من هم أحق وأصلح منه لهذا المنصب من منظور رجال الكنيسة وقوانينها ..

وبإصرار وتصميم من جماعة الأمة القبطية ولأول مرة تعمل الكنيسة بالقرعة الهيكلية لاختيار بطريركا .. ولم يسبق في تاريخ الكنيسة أن استعانت بتلك الطريقة لاختيار بطريركا لها على مر عصورها .. حيث أن مبدأ القرعة الهيكلية يهوديا لم تقره الكنيسة في تلك الأحوال ولم تعمل به من قبل لاختيار البابا ..

وكانت أن طبق نظام القرعة كوسيلة مكر وخداع حيث دفعت بالاصوات لصالح الراهب مينا المتوحد دون أي اعتبارات أخرى لصفات كهنوتية رغم وجود عدد من المرشحين من رهبان الكنيسة من هم أحق منه ولم يتلوث تاريخهم الرهباني مثلما حدث بتاريخ الراهب مينا المتوحد من عقوبات وصلت لحد الطرد من الأديرة .. ولتنتهي تلك الصراعات الطويلة على منصب البابوية لصالح الراهب مينا المتوحد ..

ليفاجأ كل من عرفوه وعاصروه بالدير بتنصيبه بطريركا للكنيسة الأرثوذكسية القبطية .. وبذلك استقرت الأمور للجماعة المنحرفة عقائديًا والعنصرية وليصبح الراهب مينا المتوحد الأنبا كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى وسط ذهول كل من عرفوه من رجال الكنيسة القبطية.

وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس (الراهب مينا المتوحد سابقا) كرسي البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرك رقم ١١٦ في تاريخ الكنيسة وكان ذلك يوم ١٠ مايو ١٩٥٩ .. وليصبح أيضًا الواجهة واليد المنفذة لكل أفكار ومباديء جماعة الأمة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بالأديرة .. وخاصة أديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وأيضًا لأن موقعها هي الأقرب للمقر البابوي من حيث المسافة إذا قورنت بالأديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والَّتِي استخدمت هي أيضًا لأغراض أخرى لخدمة أهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة قرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على أفكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الأمة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديًا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة ..

<<  <   >  >>