للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخيانة العظمى وظهور العذراء]

لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية للعدو الصهيوني وإمداده بالمعلومات والخرائط والتفاصيل الخاصة بكل شئون وأحوال مصر بدافع حبها لليهود .. فالكنيسة القبطية أشدّ كراهية لليهود .. وخاصة قياداتها الممثلة لجماعة الأمة القبطية الَّتِي صنفت أعداءها ووضعت اليهود على رأس القائمة .. فهم يعتبرون اليهود هم المسئولون عن صلب المسيح ولم يعلنوا توبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا بمجيئه .. كما أنهم يتهمون اليهود بالكفر لعدم إيمانهم بالسيدة العذراء وإنجابها للمسيح .. ويجرمون أقوالهم الَّتِي تتهم السيدة العذراء بالفحش والزنا مع أحد جنود الرومان حاشا لله .. لعن الله اليهود واخرسهم فقد كرمها القرآن بقول الله تعالى عنها {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} ..

لم تكن مساعدة الكنيسة لليهود بدافع الحب ولا الصداقة وهي الَّتِي أصدرت بيانا ١٩٦٥ تؤكد أن شعب اليهود هم الذين طلبوا من بيلاطس حكما بصلب المسيح عهد الرومان .. وحاولت وقتها الكنيسة القبطية حشد الآراء لمشاركة أكبر عدد من الكنائس لها في هذا البيان والحصول على موافقتهم .. ولكن جميع الكنائس رفضوا مطلبهم واعتبروه يتنافى وروح المسيحية الَّتِي تدعوا إلى المحبة .. كما أن المسيحية الغربية لا ترى لليهود المعاصرين يدا فيما فعله الأجداد .. وترى كذلك أن هذا البيان يحوي في طياته نزعات عنصرية واتهام غير مبرر لأجيال من اليهود غير معاصرة لتلك الفعلة ..

واعادت قيادات الكنيسة عهد كيرلس السادس المحاولات مرارا للضغط على اليهود لإعلان توبتهم عن فعلتهم ... أو تبرؤهم أو اعتذارهم عما فعل أجدادهم ..

وتنبه اليهود لمكر ودهاء الأقباط النصارى لأن مجرد الاعتذار أو التبرأ من فعل الأجداد يعني انتزاع اعتراف منهم بمجىء المسيح الذي ما زال ينكرون مجيئه إلى الآن .. ولم تفلح الكنيسة القبطية في ضم إحدى الكنائس خارج مصر إلى البيان غير كنيسة أنطاكية .. ولا تقف مشاعر كراهية الكنيسة القبطية لليهود عند هذا الحد بل إن فكر جماعة الأمة القبطية المتطرفة تدعو إلى مقاطعة الحج للقدس وهي تحت الوجود اليهودى أعداء المسيح وقتلته ..

ولم تلقى تلك الدعوة استجابة في بداياتها كما أنها كات سببا في انفصال الكنيسة الاثيوبية عن الكنيسة القبطية حيث انتابها القلق من أفكار الجماعة الَّتِي زادت نفوذها وصراعاتها مع الكنيسة عهد يوساب الثاني .. والذي كان يتفق مع الكنيسة الاثيوبية في نبذ فكرة الجماعة بمقاطعة الحج إلى القدس .. حيث ان تلك المقاطعة سوف تؤثر على نفوذ وتواجد الكنيسة القبطية بالأراضي المقدسة .. فالمسيحية في القدس لا تتمثل في كنيسة واحدة تجمع المسيحين .. كل طائفة لها إنجيلها وكنيستها

<<  <   >  >>