للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخطأ شنودة وتعجل الصدام مع السادات في فترة حكمه الأخيرة وخانته توقعاته وتقديرات كهنته لرد فعل السادات .. أراد أن يمارس عليه الضغوط كما فعل كيرلس السادس بعبد الناصر في الستينات .. وأعاد شنودة الكرة مستغلا كثرة رحلات السادات خارج مصر وحب السادات للظهور الإعلامي والزعامة لاحراجه عالميا بواسطة اللوبي القبطي من المهاجرين واجباره للانصياع لأوامر شنوده وتحقيق مطالبه الَّتِي هو بصددها الآن .. حتَّى أن الأمر وصل بأقباط المهجر بالولايات الأمريكية إلى استقبال السادات بالهتافات المعادية وإلقاء القاذورات عليه وتمزيق صوره .. تسرع شنودة في هذا الشأن وأخذه الغرور وأسياده من رهبان الأديرة لتعجل الأحداث ..

وإذا برد فعل السادات كان بمثابة صاعقة لشنودة وكنيسته حيث توعد المستقبلين له من الأقباط النصارى المعادين له في الخارج بإسقاط الجنسية المصرية عن أبرز الرموز القبطية من الكهنة والعلمانيين الذين حرضوا وتزعموا تلك المواجهات وعدم احترامهم لشخص رئيس دولة مصر فاسقط عنهم الولاء القانوني لمصر والمتمثل في الجنسية ..

وإذا بالسادات أكثر منهم دهاءا ومكرا وصلابة .. لم يظهر أي حرج ولم يسمح بأي تدخل أو تعقيب من قبل الحكومة الأمريكية في شئون حكمه لمصر مستغلا هو الاخر حاجة الغرب له لإبرام المعاهدات مع إسرائيل وضمان مسيرة السلام بخطواتها الَّتِي صيغت بالخارج ..

كان رد فعله بموازنته لحجم المصالح وحاجة كل الأطراف له .. وهو على يقين أن قضايا الأقباط النصارى لا تهمهم ولن تشغلهم بقدر حاجتهم لاستكماله للمعاهدات الَّتِي تضمن سلامة دولة الصهاينة وبقائها ..

وكان ظنه وتحليلاته صائبة حيث أعد الأمريكان له برامج استجمام تسر وتخفف عنه وتنسيه أحداث الأقباط النصارى المؤسفة الَّتِي شهدها بالخارج .. بل واعتذر المسئولون له عن تلك التصرفات الغير مسئولة من الأقباط النصارى المصريين وعذرهم كما يدعون أن دولتهم ديمقراطية تقر حرية التعبير ولم يكن بإمكانهم منع مظاهرات الأقباط النصارى المهاجرين.

وفور عودة السادات إلى مصر من إحدى جولاته بالخارج أمر بإعداد ملف خاص بالكنيسة ورموزها وإذا به يجد ما لم يكن يتوقعه من أفعال وصلت لحد تورط الكنيسة في أعمال سحر وشعوذة .. قيلت أنها طالته وعلم بها ..

ونشرت في بعض الكتب والتصريحات ومنها تصريحات لأحد المرافقين للسادات أن اسم جيهان السادات كان ضمن الأسماء الَّتِي استخدمت الكنيسة واستخدمتها أيضًا الكنيسة في عمل سحر أسود أعده رهبان متمرسين في هذا النوع من السحر والمتوارثينه عن اليهود .. حيث قيل أن زوجته كانت تثق في تلك النوعية من الأعمال للاستحواذ على السادات .. والَّتِي استخدمتها الكنيسة أيضًا لصالحها والَّتِي أضرت بالسادات وقراراته وخاصه في أيامه الأخيرة .. والَّتِي كان يغلب عليها

<<  <   >  >>