للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إيثارهم ما عند الله]

قال البخاري رحمه الله (ج١٠ ص١١٤): حدّثنا مسدّد، حدّثنا يحيى، عن عمران أبي بكر. قال: حدّثني عطاء بن أبي رباح. قال: قال لي ابن عبّاس: ألا أريك امرأةً من أهل الجنّة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السّوداء، أتت النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقالت: إنّي أصرع، وإنّي أتكشّف فادع الله لي. قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)) فقالت: أصبر. فقالت: إنّي أتكشّف فادع الله لي أن لا أتكشّف، فدعا لها.

حدّثنا محمّد، أخبرنا مخلد، عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أنّه رأى أمّ زفر تلك المرأة الطويلة سوداء على ستر الكعبة. اهـ

قال الإمام مسلم رحمه الله (ج١٥ ص١٨٥): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. قالا: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهير، حدّثنا سماك ابن حرب، حدّثني مصعب بن سعد، عن أبيه، أنّه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أمّ سعد أن لا تكلّمه أبدًا، حتّى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب, قالت: زعمت أنّ الله وصّاك بوالديك، وأنا أمّك وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثًا حتّى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له: عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عزّ وجلّ في القرآن هذه الآية: {ووصّينا الإنسان بوالديه حسنًا وإن جاهداك على أن تشرك بي} وفيها: {وصاحبهما في الدّنيا معروفًا} قال: وأصاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غنيمةً عظيمةً فإذا فيها سيف فأخذته، فأتيت به الرّسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقلت:

<<  <   >  >>