للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - تاريخية القرآن (١).

هذا الفرع مندرج في الذي قبله ورأيت إفراده بالبحث لأن العلمانيين يحاولون من خلال هذا المصطلح التعمية على مقصدهم بالتاريخية.

وقد أفرد الدكتور أحمد الطعان هذا البحث بمؤلف ضخم، وهو كتاب جيد جدا في بابه. وما ذكرته هنا من اجتهادي الشخصي والحمد لله رب العالمين.

لكن ماذا يقصدون بتاريخية القرآن أو تاريخية النصوص الدينية؟

وما هي آلياتها؟

وما الهدف منه؟

تلك هي المباحث التي سنحاول عرضها هنا إن شاء الله.

المراد بتاريخية القرآن.

تاريخية القرآن أو تاريخية النصوص لها بُعدان اثنان:

١ - تاريخية القرآن من حيث بِنيته، وكونه إفرازا ثقافيا لمجتمع معين أو بعبارة أوضح: كونه منتجا بشريا بعيدا عن التعالي والتقديس.

٢ - تاريخية القرآن من حيث أحكامه وتشريعاته أي: كونه استجابة لظروف وملابسات اجتماعية واقتصادية وسياسية معينة.

ومع تغيرها لم تعد هناك حاجة لها.

وقد أكد أركون ونصر أبو زيد وتيزيني والمؤدب على هذين البعيدين، كما سيأتي.

وقد يقتصر بعضهم على الثاني كالعشماوي في تحديث العقل الإسلامي.

قال أركون: التاريخية تخص بنية الحقيقة المطلقة ذاتها، كما وتخص الشروط أو الظروف السياسية والثقافية لإنتاجها ولبلورتها ولاندماجها في فكر وسلوك كل مؤمن. هذا يعني أن كل مجتمع يصوغ الوجه المتغير بالضرورة


(١) انظر علاوة على ما سأشير له من مراجع أثناء البحث: تحديث الفكر الإسلامي (٩٥) ورب الزمان (٢٢٥).

<<  <   >  >>