للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله (١).

فالخلاف هو في طريقة العرض لا النتائج نفسها.

وقال في مكان آخر بعد سرده لعدد من القصص القرآني: أما مسألة ما إذا كان محتوى هذه القصص يحكي وقائع تاريخية فهي مسألة لا معنى لها في نظرنا (٢).

وممن يميل إلى هذا عبد المجيد الشرفي، فقد أكثر في كتبه من الحديث عن بنية القرآن والسنة الأسطورية وقال: كما يحسن بنا أن لا نغتر بخصائص الخطاب الميثي (٣) فنأخذها على أنها تنتمي إلى الخطاب المفهومي وتتماهى معه تماهيا كاملا، على غرار ما دأب عليه مفسرو النص القرآني حين سعوا إلى تفصيل ما هو مجمل، وتعيين المشار إليه، وترجمة الرمز عموما إلى وقائع تاريخية حسية (٤).

وهذا نص واضح عند من يفهم الخطاب العلماني وتمرس به.

فالشرفي يقول لنا: إن القصص الأسطورية المذكورة في القرآن ما هي إلا رموز تهدف إلى إيصال مفاهيم معينة، لا أنها وجدت فعلا في التاريخ.

واعتبر صادق جلال العظم أن قصص القرآن مثلها مثل أية أساطير خرافية في عالم الأدب (٥).

وقال القمني مشككا ومستهزءا بناقة صالح وقصة الطوفان: ثم لاشك أن أيّ مؤمن وأي شاك ستطيب نفسه إن تمكن من تفسير الحكمة الإلهية في إهلاك شعب مقابل ناقة تلدها صخرة!! كما لا جدال أن إيجاد تفسير معقول لإفناء قوم نوح في


(١) نفس المرجع (٢٤٣).
(٢) نفس المرجع (٢٤٩)
(٣) أي: الأسطوري.
(٤) الإسلام بين الرسالة والتاريخ (٥٥).
(٥) نقد الفكر الديني (٦٦ - ٦٧ - ٦٨ - ٦٩).

<<  <   >  >>