للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "مسائل ابنه صالح": "قلت: ما تقول في رجل لم يحج عن نفسه أيحج عن غيره؟ وما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "حج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة وما سألت الخثعمية: "إن أبي شيخ كبير أفأحج عنه؟ فقال: نعم"؟ فقال لا يحج عن أحد حتى يحج عن نفسه، وقد بين ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "احجج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة"" (١).

وهكذا صححه إسحاق بن راهوية، كما في "مسائل إسحاق بن منصور" (٢).

وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح ليس في هذا الباب أصح منه" (٣).

وهكذا الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٢٤) حيث قال: "فَيَجْتَمِعُ من هذا صِحَّة الحديث".

قال ابن الملقن: "فائدة رابعة غريبة: أن هذا الحديث من رواية ابن عباس، ومن رواية عائشة، وظفرت له بطريق ثالث من حديث أبي الزبير عن جابر: "سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً وهو يلبي: لبيك عن شبرمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: أفلا حججت عن نفسك، ثم حججت عن شبرمة"، رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في معجمه عن أحمد بن يوسف بن الضحاك نا عمر بن يحيى نا ثمامة نا أبو الزبير فذكره" (٤).

فرحم الله أبا عبد الرحمن كان كثيراً ما يردد: كم ترك الأول للآخر!


(١) انظر: مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح: (٢/ ١٤٠).
(٢) ج١/ ص ٦١٢.
(٣) ذكره البيهقي في سننه الكبرى: (٤/ ٣٣٦).
(٤) انظر: "البدر المنير" (٦/ ٥٤).

<<  <   >  >>