للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنه راعني وآلمني وثبط عزيمتي إلى حد كبير (١). هكذا يعترف هاشم صالح، ولعلي في غنى عن التعليق.

في ندوة لندن ١٩٩٤ الآنفة الذكر أكد المشاركون الغربيون في الندوة أن العلمانية لم تستجب لمتطلبات المجتمعات الغربية، ولا هي أشبعت أشواق ناسها، فعادوا يحتمون بالدين مرة أخرى. بعد أن جرفتهم العلمانية بعيدا عنه، آية ذلك أن الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية تحقق تناميا مستمرا، والخطاب السياسي الأمريكي اتسم بمسحة دينية في السنوات الأخيرة، وأن ثمة مطالبات متعددة بتعليم الدين في المدارس الحكومية.

وثانيا: فإن إفرازات علمنة المجتمع أصبحت تؤرق الضمير الغربي: كالتشرد والإيدز وإدمان المخدرات واللقطاء والتحلل الأخلاقي ...

وثالثا: التطورات السياسية في أوروبا من ظهور مؤشرات النازية والفاشية إلى عمليات الإبادة في البوسنة التي باركها الساسة الأوروبيون، مرورا بالموقف غير الإنساني للحكومات الغربية من قضية المهجرين أو الوافدين الأجانب وانتهاء بمسلك الحكومة الفرنسية والبلجيكية المستغرب من الحجاب والنقاب.

ورابعا: التجربة العلمانية في عدد من دول العالم الثالث المخيبة للآمال، مما يظهر بجلاء عدم التلازم بين العلمانية والديمقراطية، وعلى حد تعبير أحد الأساتذة الأمريكيين. فإن الخوف المفترض من المرجعية الدينية أتى ببديل لا


(١) الإسلام والانغلاق اللاهوتي (٤٩).

<<  <   >  >>