للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن إخوانه تحولوا إلى مجرد باعة للأوهام كما عبر ريجيس دوبربه (١). بل المشروع كله مني بالفشل الذريع والإحباط المميت كما قال حرب (٢).

وأقر في كتاب آخر أن مشاريع النهضة والتقدم والحرية والعقلانية والحداثة فشلت، وأنها انقلبت إلى أضدادها (٣).

وقد ظل المشروع العلماني العربي يعاني من الانحسار والانكماش لكونه قفز خارج المنظومة المعرفية للمجتمعات الإسلامية، فتحول إلى نخبة تمثل قشرة سطحية طافية فوق السطح.

والعجيب أنهم ليسوا منبوذين من قبل مجتمعاتهم فحسب، بل من قبل أولياء نعمتهم كذلك.

ولنضرب لذلك مثالا ناصعا فيه عبرة لمن يعتبر، ألا وهو محمد أركون، وهو أحد أكثر العلمانيين تطرفا.

فقد عبر عن أسفه عن عدم وجود جمهور له في الغرب وفي الشرق (٤)، وأكد أنه بنقده للإسلام خسر جمهورا هنا، ولكون أولياء نعمته صنفوه هناك باعتباره مثقفا إسلاميا. فخسر جمهورا هناك (٥).


(١) أوهام النخبة (٩٧).
(٢) أوهام النخبة (٩٨).
(٣) الممنوع والممتنع (١٩٥) وانظر (١٩٩ - فما بعد) منه في أزمة العلمانيين العرب وأن مشاريعهم لم تأت بنتيجة.
(٤) قضايا في نقد العقل الديني (٢٠).
(٥) نفس المرجع (٢١).

<<  <   >  >>