للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في وجه المسيح الدجال، ويصمد أمام جبروته وطغيانه، فيقول كلمة الحق أمام ذلك الطاغية، ويكدبه ويتحداه أمام الناس كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال - صلى الله عليه وسلم - " فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس " أي من أفضل أهل المدينة ديناً وصلاحاً وثباتاً على الحق " فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر " أي يقول للناس: أخبروني إن أنا قتلت هذا الرجل الذي واجهني بالتكذيب، وأحييته مرة أخرى، هل تشكون في ربوبيتي " فيقولون: لا " أي فيقول المنافقون: لا " فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة " أي أشد يقيناً بأنّك الدجال منّي اليوم " لأنه انطبقت عليك صفات الدجال التي أخبرنا بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - كما في ها الحديث وأمثاله " فيقول الدجال " لرجل من أتباعه " اقتله فلا يسلط عليه " ولا يقدر على قتله. ثانياًً: أن المدينة محمية من الطاعون، ولم ينقل في التاريخ قط أنه دخل المدينة أصلاً. والطاعون أورام دموية ودمامل خبيثة، قال السمهودي: وقد امتنع الطاعون عن المدينة هذه الدهور الطويلة مع أنه يقع بالحجاز، ودخل جدة وينبع والفرع والصفراء والخبت وغير ذلك من الأماكن القريبة من المدينة، ولم يدخلها كما شاهدنا ذلك في طاعون سنة إحدى وثمانين وثمانمائة فإنه عم أكثر الأماكن القريبة من المدينة وكثر بجدة وهي محفوظة منه أتم الحفظ، فلله الحمد والمنة. والمطابقة: في قوله: " لا يدخلها الطاعون ".

***

<<  <  ج: ص:  >  >>