للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطَّعَامٍِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْم حِينَ رَفَعوة ثِقَلَ الْهَوْدَجِ، فاحْتَمَلوة، وكنْت جَارِيَة حَدِيْثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثوا الْجَمَلَ وَسَاروا، فَوَجَدْت عِقْدِي بَعْدَ ما اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فجِئْت منْزِلَهمْ وَلَيْسَ فِيهِ أحَدٌ، فَأمَمْت مَنْزِلي الَّذِي كُنْت فِيهِ، فَظَنَنْت أنَّهُمْ سَيَفْقِدونَنِي فيَرْجِعونَ إليَّ، فَبَيْنَا أنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْت، وكَانَ صَفْوَان بْن الْمَعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ من وَرَاءِ الْجَيش، فَأصبَحَ عِنْدَ مَنْزلي، فَرَأى سَوَادَ إِنْسَان نَائِم فَأتانِي، وَكَانَ

ــ

أهلة في شهرين، ولا يوقد في بيوتهن نارٌ " فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج " أي لم يلاحظوا خفة وزنه " وكنت جارية حديثة السن " أي صغيرة السن لم أكمل خمسة عشر عاماً " فبعثوا الجمل وساروا "، أي فأوقفوا الجمل وساروا به، وهم يظنون أني بداخله، " فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، أي بعدما قطع الجيش مسافة طويلة، " فجئت منزلهم، وليس فيه أحداً، أي فلما عدت إلى المكان الذي كان فيه الجيش إذا بي أفاجأ برحيلهم، وإذا هو بقعة خالية " فأممت منزلي الذي كنت فيه " أي فقصدت المكان الذي فيه هودجي " وظننت " أي علمت أنهم سيفقدونني فيرجعون إليَّ " فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي " أي غلبني النعاس، " وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني " بضم السين وفتح اللام، وبالذال المعجمة، وكان صحابياً فاضلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعله على الساقة، فكان إذا رحل القوم قام يصلي، ثم اتبعهم فمن سقط له شيء أتاه به. أخرجه الطبراني، وكان يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والأزواد، فيحمله ويقدم به فيفرقه في أصحابه " من وراء الجيش "، أي يتفقد مخلفاتهم بعد رحيلهم، فيوصلها إليهم " فأصبح عند منزلي " أي فكان في الصباح عند المكان الذي أنا فيه " فرأى سواد إنسان نائم " أي فأبصر شخص إنسان نائم، "فأتاني وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>