للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٨٢ - " بَابُ مَنْ لَمْ يُخمِّس الأسْلَابَ "

٨٨٨ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

بَيْنَا أنَا وَاقِف في الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظرتُ عَن يَمِيني وَشِمَالِي، فَإِذَا أنَا بِغُلَامَيْنِ من الأنْصَارِ حَدِيثَةٍ أسْنَانُهُمَا، تَمَنيتُ أنْ أكُونَ بَيْنَ أضْلَعَ مِنْهُمَا، فغَمَزَنِي أحَدُهُمَا فَقاَل: يا عَمِّ هَلْ تَعْرِفْ أبَا جَهْل؟ قُلْتُ. نَعَمْ مَا حَاجَتُكَ إلَيْهِ يا ابْنَ أخِي؟ قَالَ: أخْبِرْتُ أنهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأعْجَلُ مِنَّا، فَتَعَجَّبْتُ لِذلِكَ، فغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لي مِثْلَهَا، فلَمْ أنشَب أنْ نَظرتُ إلى أبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: ألا إِنَّ هذا صَاحِبُكمَا الذِي

ــ

٧٨٢ - " باب من لم يخمس الأسلاب "

" والأسلاب " جمع سلب وهو ما يوجد على المقتول من السلاح وعدة الحرب، وما يتزين به المحارب، أما ما كان معه من جواهر ونقود ونحوها إنما هو غنيمة.

٨٨٨ - معنى الحديث: أن عبد الرحمن بن عوف بينما كان واقفاً في الصف يوم بدر رأى غلامين صغيرين يقاتلان قتال الأبطال، ويصارعان صراع الفرسان، حتى أنه تمنى أن يكون مثل أعظمهما فروسية ونضالاً، قال رضي الله عنه: " فغمزني أحدهما " أي همزني بيده " فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم ما حاجتك إليه " أي ماذا تريد منه " قال: أخبرت أنه يسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، الخ " أي لا يفارق شخصي شخصه حتى يقتك أسرعنا منية، قال " فغمزني الآخر، فقال مثلها " أي مثل مقالة صاحبه "فلم أنشب أن نظرت إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>