للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ابْنِي هَذَا سَيّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أنْ يُصْلِحَ بِهِ بيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ".

٩٥٥ - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هَلْ لَكُمْ مِنْ أنْمَاطٍ " قُلْتُ: وأنَّى يَكُونُ لَنَا الأنْمَاطُ؟ قَالَ: " أمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ لَكُمْ الأنْمَاطُ " فأنَا أقُولُ لَهَا يَعْنِي

ــ

به على المنبر" أي على منبر مسجده الشريف " فقال: ابني هذا سيد " أي كريم الأصل، شريف النسب، ينتمى إلى أشرف بيت وجد على وجه الأرض.

قال ابن تيمية: وأفضل أهل بيته عليٌ وفاطمة والحسن والحسين الذي أدار - صلى الله عليه وسلم - عليهم الكساء، وخصهم بالدعاء (١) " ولعل الله أن يصلح به بين فئتين " أي طائفتين متخاصمتين " من المسلمين " فيجمع الله به بين الطائفتين خاصة، ويلتئم بذلك شمل المسلمين عامة.

فقه الحديث: لا شك أن في هذا الحديث الشريف علامة من علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر فيه - صلى الله عليه وسلم - على ما يقوم به هذا السيد الكريم، الحسن بن علي رضي الله عنهما من جمع كلمة المسلمين، والإِصلاح بينهم، ورفع النزاع بين الطائفتين بتنازله عن الخلافة لمعاوية، مما أدى إلى التئام الشمل، وحقن الدماء. والمطابقة: كما قال العيني من حيث إنه أخبر بأن الحسن رضي الله عنه يصلح الله به بين الفئتين من المسلمين، وقد وقع مثل ما أخبر، فإنه ترك الخلافة لمعاوية، وارتفع النزاع بين الطائفتين. الحديث: أخرجه الخمسة غير ابن ماجه.

٩٥٥ - معنى الحديث: يحدثنا جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم يوماً: " هل لكم من أنماط " (٢) أي هل يوجد لديكم في منزلكم هذا الذي


(١) " التنبيهات السنية شرح العقيدة الواسطية ".
(٢) جمع نمط بفتحات، وهو بساط له خمل كما أفاده العيني أي أنه عبارة عن السجاد الفاخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>