للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، وِإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ، نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أما الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الْجَنَّةِ، وأمَّا الظَّاهِرَانِ فالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ (١)، ثم أُتِيْتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وإنَاءٍ مِنْ لَبَن، وَإنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأخَذْت اللَّبَنَ، فَقَالَ، هِيَ الْفِطرةُ أنْتَ عَلَيْهَا، وأمَّتكَ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتِ خَمْسينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْم، فَرَجَعْت، فَمَرَرْتُ عَلَى

ــ

أسفاً على ما فاته من الأجر بسبب ما وقع من أمته من كثرة المخالفة، قال - صلى الله عليه وسلم -: " ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر " وهي جرار كبيرة تسع قربتين " وإذا ورقها كآذان الفيلة " ولم يتجاوزها أحد سوى نبينا - صلى الله عليه وسلم - ولذلك سميت سدرة المنتهى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " وإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان " أي وإذا بتلك السدرة ينبع من تحتها أربعة أنهار تجري في الجنة، نهران منهما باطنان - أي لم يرهما أحد من البشر لأنّه لا يراهما أحدٌ إلاّ في الدار الآخرة، وهما السلسبيل والكوثر، ونهران منهما ظاهران، نراهما في الدنيا، وهم النيل والفرات وهو معنى قوله: " فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان نهران في الجنة، وأما الظاهران، فالنيل والفرات " قال - صلى الله عليه وسلم -: " ثم رفع لي البيت المعمور، فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك " فلا يعودون إليه مرة أخرى، وهو في السماء السابعة حيال الكعبة قال - صلى الله عليه وسلم -: " ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن، وقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك " قال الحافظ: أي دين الإِسلام يعني أن هذا الشراب الذي اخترته هو الشراب الطيب الموافق لدينك وشريعتك، والموافق للطبيعة البشرية، لأنه أوّل شيء يدخل بطن المولود، ويشق أمعاءه ويغذي جسمه


(١) هكذا في رواية الكشميهي بزيادة: يدخله كل يوم سبعون ألف ملك وفي الرواية الأخرى بدون هذه الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>