للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرْتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فأهْوَيْتُ يَدِي إلى كِنَانَتي فاسْتَخْرَجتُ مِنْهَا الأَزْلامَ، فاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، أضُرُّهُمْ أَمْ لا؟ فخرج الذي أكرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الأزْلَامَ تُقَرِّبُ بي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِراءَةَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ لا يَلْتَفِتُ وَأبو بَكْرٍ يُكْثِرُ الالْتِفَاتَ، سَاخْت يَدَا فَرَسِي في الأرْض حتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذا، لأثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِع في السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فاسْتَقْسَمْتُ بالأزْلامِ فخرَجَ الذي أكْرَهُ، فَنَادَيْتُهُمْ بالأمَانِ، فَوَقَفُوا فَرَكِبْتُ فَرَسِي حتَّى

ــ

دية كل واحد منهما" أي مقدار ديته، وهي مائة من الإِبل " فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي، وهي من وراء أكمة " أي أمرتها أن تخرج لي فرسي متسترة عن الناس وراء مرتفع من الأرض لئلا يعلموا بخروجي، فيسبقني أحد إلى محمد وصاحبه، " وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، فخططت بزجِّه الأرض وخفضت عاليه " أي أرخيت رمحي حتى مس زجه الأرض، وبالغت في خفض أعلاه لئلا يظهر لمن بعد عنه، والزج الحديدة التي في أسفل الرمح " حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي " أي فأسرعت بفرسي لكي تقربني منهما، وتقطع المسافة في زمن قصير إليهما " حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها " أي حتى اقتربت من محمد - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، فعثرت في فرسي عثرة شديدة حتى سقطت عن ظهرها " فأهويت بيدي إلى كنانتي " أي فمددت يدي إلى كيس الأزلام الذي معي " فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟ " أي فأخرجت منها سهماً لأعرف هل أستطيع أن أضرهم أم لا " فخرج الذي أكره " أي فخرج لسهم يدل على أني لا أضرهم "فركبت

<<  <  ج: ص:  >  >>