للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّامِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بَكْر ثِيَابَ بَياض، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بالْمَدِينَةِ بِمَخْرَجِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ فكانُوا يَغدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إلى الْحَرَّةِ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ، فانْقَلبُوا يَوْماً بَعْدَ ما أطالُوا انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أوَوْا إلى بُيُوتِهِمْ أوْفَى رَجُل مِنْ يَهودَ عَلى أطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ لأمْرٍ يَنْظرٌ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأصْحَابِهِ مُبَيِّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أنْ قَالَ بأعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، هَذَا جَدُّكُمْ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ، فَثَارَ المُسْلِمُونَ إلى السِّلَاحِ فَتَلَقَّوْا

ــ

أن يكتب لي كتاب أمن" أي كتاب موادعة يؤمنني فيه حتى إذا التقيت بالمسلمين في المدينة أو غيرها لا يتَعرض لي أحد منهم بسوء " فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم " أي فكتب في كتاب موادعة في قطعة من جلد، وأعطاني إيّاه. لكي أستفيد منه عند الحاجة. " وسمع المسلمون بالمدينه مخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة " أي وسمع المسلمون من الأوس والخزرج بالمدينة بخروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة قادماً إلى المدينة " فكانوا يفدون كل غداة إلى الحرّة " أي فكانوا يخرجون كل صباح إلى حرة قباء ينتظرون قدومه " حتى يردهم حر الظهيرة " أي إلى أن يأتي وقت الظهر، فيعودون إلى ديارهم، " فانقلبوا يوماً " أي فعادوا يوماً إلى بيوتهم، " فلما آووا إلى بيوتهم " أي فلما وصلوا إلى منازلهم، " أوفي رجل من يهود على أطم من آطامهم " أي صعد رجل من اليهود على حصن من حصونهم " فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين "، أي فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وعليهم الثياب البيضاء " يزول بهم السراب " أي يغطون السراب " فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جدُّكم الذي تنتظرون " أي فلم يستطع اليهودي أن يتمالك نفسه، ولم يسعه إلاّ أن ينادي

<<  <  ج: ص:  >  >>