للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ حتى نَزَلَ بِهِمْ في بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وذلكَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ من شَهْرِ رَبِيعِ الأوَّلِ، فقامَ أبو بَكْرٍ لِلنَّاس، وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَامِتاً، فَطَفِقَ مَنْ جاء مِنَ الأنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحيِّي أبَا بَكْرٍ، حَتَّى أصَابَتْ الشَّمْسُ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأقْبَلَ أبو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بني عَمْرِو بْن عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وأسسَّ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسسَ عَلى التَّقْوَى، وَصَلَّى فيهِ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَسار يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ حَتىَّ بَرَكَتْ

ــ

بأعلى صوته يا معشر العرب من الأوس والخزرج هذا هو حظكم السعيد قد أقبل بقدوم نبيكم، " فثار المسلمون إلى السلاح " أي فتقلد المسلمون أسلحتهم لاستقبال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحراسته من اليهود " فتلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظهر الحرة " أي فاستقبلوه - صلى الله عليه وسلم - فوق الحرة المتصلة بقباء " فعدل بهم ذات اليمين " أي فاتجه في سيره إلى غرب قباء " حتى نزل في بني عمرو بن عوف " بن مالك الأوسي، وكانوا ينزلون غربي قباء " وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول " الموافق للثاني عشر من ربيع الأول، عند اشتداد الضحى، قبل الزوال كما أفاده ابن إسحاق. قال ابن كثير: والظاهر أن بين خروجه من مكة ودخوله المدينة خمسة عشر يوماً " فقام أبو بكر للناس " أي فوقف أبو بكر يسلم على المستقبلين " فطفق من جاء من الأنصار يحيي أبا بكر " أي يبدأ بالسلام على أبي بكر يظن أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - " حتى أصابت الشمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه " أي فجاء أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى وقف خلفه، وظلل عليه من أشعة الشمس بردائه " فعرف الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي فلما ظلل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>