للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٨٦ - معنى الحديث: أن ابن عمر رضي الله عنهما يحدثنا عن قصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القبائل اليهودية، وكيف كانت نهايتهم: فيذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد عقد معهم العهود والمواثيق، وجعل بينه وبينهم أماناً، وشرط عليهم أن لا يظاهروا عليه أحداً ولكنهم لم يحترموا الميثاق ونقضوا العهد الذي بينه وبينهم فجازاهم على غدرهم وخيانتهم. فأجلى بني قينقاع وبني النضير عن المدينة. وأما بنو قريظة فقتل رجالهم، وصادر أموالهم، وجعل نساءهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، أما كيف وقع ذلك، فسيأتي شرحه في فقه الحديث. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: بيان غدر اليهود، ونقضهم العهد، بمحاربتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - كما يشير إليه قول ابن عمر: " حاربت النضير وقريظة: ". ثانياً: الإشارة إلى قصة بني قينقاع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف كانت نهايتهم الجلاء عن المدينة، وقد كانوا من موالي الخزرج وحلفاء عبد الله ابن أبي، وكانوا قلة يسكنون عند منتهى جسر بطحان ما بين المراكشية والمشرفية (١) عند أول الطريق النازل من قباء كما أفاده الشريف العياشي (٢) وقد تحولت هذه المنطقة حالياً إلى شوارع فرعية تعرف بهذا الاسم، وكان لهم سوق هناك يعرف بسوق بني قينقاع، وكانوا صاغة يعملون في الذهب، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وادعته اليهود كلها، فوادعهم، وكتب بينه وبينهم كتاباً، وشرط عليهم شرطاً أن لا يظاهروا عليه فلما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحاب بدر بغت يهود، وقطعت ما كان بينها وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عهود، فجمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني قينقاع فقال: يا معشر اليهود، احذروا من الله عز وجل


(١) كانت المراكشية والمشرفية بستانين معروفين عند أوّل طريق قباء النازل فتحولا حالياً إلى شارعين فرعيين يعرف أحدهما بشارع المشرفية والثاني بالمراكشية.
(٢) " المدينة بين الماضي والحاضر " للشريف العياشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>