للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٩٣ - " بَاب كيفَ نَزَلَ الوحيُ وأول ما نَزِلَ "

١٠٣٩ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما مِنَ الأنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوُتِيتُهُ وَحْياً أوحَاهُ اللهُ إليَّ، فأرْجُو أَنْ أَكُونَ أكثَرَهُمْ تَابعاً يَوْمَ القِيَامَةِ ".

ــ

١٠٣٩ - معنى الحديث: أن من سنة الله في الأنبياء جميعاً أن يمدهم بالمعجزات فلا يبعث نبياً إلاّ أعطاه معجزة يستدل بها على نبوته ويثبت بها رسالته، ويتحدى بها كل من عارضه وكذب به، فالمعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يد مدّعي الرسالة ليكون شاهد إثبات له، كما أعطى الله موسى العصى وكما أعطى عيسى إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله. وهذا هو معنى قوله: " ما من الأنبياء نبي إلاّ أعطي ما مثله آمن عليه البشر " أي ليس هناك نبي إلا وقد أعطي من المعجزات ما يكفي لإثبات رسالته فلا ينظر أحد إلى المعجزة التي ظهرت على يديه من أهل النفوس السليمة من العناد والاستكبار إلا بادر إلى الإيمان به كما فعل سحرة فرعون لما شاهدوا معجزة موسى " وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ " أي وإنما كانت المعجزة العظمى التي أعطاها الله لي هي هذا الكتاب الخالد الباقي إلى يوم القيامة، فما من أحد يقرأه بتأمل وتدبّر دون عناد أو حسد أو تكبر إلاّ عرف أنه كلام الله، وأني رسول الله لما فيه من أنباء الغيب التي لا تأتي إلاّ من خبر السماء، وما اشتمل عليه من الأحكام والقوانين الإلهية التي تصانُ بها حقوق الإنسان من دين ونفس ومال ونسب وعقل وعرض. والقرآن لا تنتهي معارفه عند حد، وإنما هي تتجدد وتنكشف على مر العصور والأزمان. وليس معنى هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يؤت معجزة أخرى غير القرآن كلا فلقد أوتي - صلى الله عليه وسلم - من المعجزات ما لم يؤت نبي قبله، ومن ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>