للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧ - " بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُمَّ عَلّمْهُ الْكِتَابَ "

٥٩ - عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

ضَمَّنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: " اللَّهُمَّ علِّمْهُ الْكِتَابَ ".

ــ

ويستفاد منه: أن من الحسد ما هو مشروع، وليس بحرام، وهو الغبطة.

ومعناها: أن يرى المرء نعْمة عند غيره فيتمنى مثلها، فإن كانت الغبطة في أمر دنيوي من صحة أو قوة أو مركز أو ولد فهي مباحة، وإن كانت في أمر ديني كالعلم النافع أو المال الصالح فهي مستحبة شرعاً. والمطابقة: في قوله " ورجل آتاه الله الحكمة " إلخ. الحديث: أخرجه الشيخان وأحمد وابن ماجة.

٤٧ - " باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم علمه الكتاب "

٥٩ - معنى الحديث: يقول ابن عباس رضي الله عنهما: " ضمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إلى صدره أي طوقه بذراعيه، ووضع صدره على صدره تعبيراً عن محبته له، وشفقته عليه، وإيناساً لقلبه، وتبريكاً له بملامسة جسده الشريف ليحصل على العلم النافع، الذي يتفوق به على غيره، ثم أتبع ذلك بالدعاء له " وقال: اللهم علمه الكتاب " أي علمه القرآن حفظاً وفهماً وتفسيراً وتأويلاً وفقهاً وأحكاماً فاستجاب الله دعاءه.

ويستفاد من الحديث مما يأتي: أولاً: فضل ابن عباس رضي الله عنهما، وتميزه عن غيره بهذا الدعاء المبارك، الذي استجاب الله فيه دعوة نبيه، فأصبح ابن عباس رضي الله عنهما مضرب الأمثال، وبحر العلوم، وحَبر الأمة، وترجمان القرآن، وتفوق في الفقه على من هم أكثر منه حديثاً وروايةً حتى قال ابن القيم: أين تقع فتاوى ابن عباس واستنباطاته من فتاوى أبي هريرة، وهو أحفظ منه إلاّ أنه يؤدي الحديث كما سمعه. ثانياً: مشروعية الضم والمعانقة

<<  <  ج: ص:  >  >>