للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٠٤ - " بَاب يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يعْجَل "

١١٥٣ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: " يُسْتَجَابُ لأحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ".

ــ

قوله: " كان يقول في دبر كل صلاة " إلخ.

١٠٠٤ - " باب يستجاب للعبد ما لم يعجل "

١١٥٣ - معنى الحديث: يقول - صلى الله عليه وسلم -: " يستجاب لأحدكم " أي يجاب دعاؤه " ما لم يعجل " أي أن العبد لا يزال يجاب دعاؤه مدة عدم استعجاله في حصول الإِجابة، فإذا داوم على الدعاء دون استكثار أو ملل أو سآمة مع رجاء الإِجابة وحسن الظن بالله تعالى فإن دعوته مستجابة إن شاء الله، وإن تأخرت الإِجابة بعض الوقت، لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء قدراً فلا يتقدم شيء عن إبانه، ولا يتأخر عن أوانه أما حين يتعجل العبد " ويقول: دعوت فلم يستجب لي " أي قد كثر سؤالي، وتكرر دعائي، فلم أنل شيئاً مما طلبت ويستبطىء حصول المطلوب، وييأس من الإجابة وينقطع عن الدعاء، عند ذلك يحرم بالفعل من الإِجابة، لأنها مشروطة بعدم الاستعجال. قال ابن بطال: ومعنى قوله: " دعوت فلم يستجب لي " أي أنه يسأم فيترك الدعاء، فيكون كالمانّ بدعائه، أو أنه أَتى من الدعاء ما يستحق به الإِجابة فيصير كالمتبخّل للرب الكريم، الذي لا تعجزه الإِجابة ولا ينقصه العطاء.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن من شروط الدعاء وآدابه أن لا يستعجل الإِجابة، وأن يلح في الدعاء مرات ومرات دون يأس أو ملل، أو ضجر نفسي، قال الحافظ في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>