للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

" كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة "

أمّا الكتاب: فيراد به القرآن الكريم وقد اشتمل على موضوعات كثيرة "، أهمها العقائد ثم الأحكام الشرعية، فإن في القرآن ما يقارب المائة والأربعين آية في أحكام العبادات، ونحواً من ثلاثين آية في الجنابات، ونحواً من سبعين آية في المعاملات المالية. أما الاحتجاج بالقرآن فقد اتفق المسلمون على أن هذا الكتاب الإلهي حجة شرعية، وأن ما ورد فيه من أحكام يجب اتباعه والعمل به كقانون سماوي لا يجوز مخالفته، فهو مصدر تشريع وهداية باتفاق الأمة، وقد انعقد الإجماع على أنه أساس الشريعة الأوّل في جميع الأزمان وسائر العصور.

أما السنة: فإنها تطلق على معان ثلاثٍ. الأول: ما جاء منقولاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، ويدخل في ذلك جميع الأحاديث المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. الثاني: ما يقابل البدعة، يقال فلان على سنة إذا عمل على وفق (١) ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيراد بالسنة هنا ما وافق القرآن أو الحديث النبوي ويقال فلان على بدعة إذا كان على خلاف ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، المراد بالبدعة ما خالف القرآن والحديث النبوى منطوقاً أو مفهوماً. الثالث: ما استقر عليه عمل الصحابة رضوان الله عليهم وإن لم نقف على مأخذه (٢) لأنهم عملوه اتباعاً لحديث لم يصل إلينا، أو اجتهاداً مجمعاً عليه كما فعلوا في جمع المصحف، وتدوين الدواوين، وصلاة التراويح، فإنها تدخل في السنة بهذا المعنى لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " ومن الطرائف ما روي أن رجلاً حلف


(١) " أصول الفقه " للشيخ محمد الطاهر النيفر.
(٢) " أصول الفقه " للشيخ محمد الخضري.

<<  <  ج: ص:  >  >>