للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك، فيقول: يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تُظْلَم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء " أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في " مسنده " فهذا الحديث يعرف بين أهل العلم بحديث البطاقة، ويدل على أن الذي يوزن هو صحائف الأعمال. الثالث: أن الذي يوزن هو نفس الأعمال، وهو مذهب المحققين من أهل العلم. قال الصنعاني (١): " وذهب أهل الحديث والمحققون إلى أن الموزون نفس الأعمال وأنها تجسد في الآخرة، وعلى رأس القائلين بذلك ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال: " يؤتى بالأعمال الصالحة على صورة حسنة، وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة، فتوضع في الميزان، وهذا هو القول الصحيح الذي صححه الحافظ، واختاره ابن تيمية في " العقيدة الواسطية " حيث قال: " وينصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد " (٢) وقال في " شرح الطحاوية " (٣) وقد وردت الأحاديث بوزن الأعمال نفسها كما في " صحيح مسلم " عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الطهور شطر الإِيمان، والحمد لله تملأ الميزان " وفي الصحيح وهو خاتمة كتاب البخاري: " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " ولا شك أن هذا الحديث الذي جعله البخاري مسك الختام نص صريح على وزن الأعمال. قال صاحب " المنار " (٤): والحق عند أهل السنة أن الأعمال حينئذ تجسد، أو تجعل في


(١) " سبل السلام شرح بلوغ المرام " للصنعاني ج ٤.
(٢) " العقيدة الواسطية " شيخ الإسلام ابن تيمية.
(٣) شرح الطحاوية في العقائد.
(٤) تفسير المنار ج ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>