للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٣ - " بَابُ مَنْ سَمِعَ شَيْئَاً فَرَاجَعَهُ حَتَّى يَعْرِفَهُ "

٧٨ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:

أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (١): " مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ " قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عنها: أوَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابَاً يَسِيراً) فقال: " إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلَكَ ".

ــ

يترتب على ذلك مفسدة، كما ترجم له البخاري. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قوله " فوعدهن يوماً ".

٦٣ - " باب من سمع شيئاً فراجعه حتى يعرفه "

٧٨ - معنى الحديث: أن عائشة رضي الله عنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من حوسب عذب " أي أن كل من حاسبه الله يوم القيامة فلا بد أن يناله شيء من العذاب، لأن الحساب إنما هو مناقشة للعبد في أخطائه، وتوقيفه على جميع ذنوبه، واستقصاء لكل سيئاته، وللعذاب معنيان: أحدهما: نفس المناقشة والثاني ما يفضي إليه من دخول النار. " قالت " عائشة رضي الله عنها: " أوليس يقول الله عز وجل (فسوف يحاسب حساباً يسيراً) " أي فكيف تقول " من حوسب عذب " وقد قال تعالى: (فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً) " فقال: إنما ذلك العرْض " بسكون الراء أي إنما ذلك الحساب اليسير شيء آخر وهو العرض، ومعناه تذكير المؤمن على انفراد بأخطائه مع تطمينه بالعفو عنه، كما في الصحيح " إن الله يدني عليه كنفه - أي ستره ويقول له: فعلت كذا وكذا - ثم يطمئنه


(١) اعتمدت في اختصار هذا الحديث على مختصر البخاري المسمى " بالتجريد الصريح " للزبيدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>