للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٦ - عَنْ سَهْلِ بْنِ سعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

كَانَ رِجَال يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَاقِدِي أزرِهِمْ على أعناقِهِمْ كَهَيْئَةِ الصبيَانِ وَيُقَالُ للنِّسَاءِ: لا تَرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسَاً.

ــ

جانبه، فلما انصرف قال: ما السُرّى" أي ما هو السبب الذي دعاك إلى السير في هذه الساعة المتأخرة من الليل " فأخبرته بحاجتي، فلما فرغت، قال: ما هذا الاشتمال " استفهام إنكاري معناه أنه - صلى الله عليه وسلم - أنكر عليه التحافه بالثوب، لأنه ضَيَق وقال له: " فإن كان واسعاً فالتحف به، وإن كان ضيقاً فاتزر به " لأنه إذا التحف بالثوب الضيق يخشى أن تنكشف عورته.

الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود أيضاً. والمطابقة: في قوله: " وإن كان ضيقاً فاتزر به ".

٢٠٦ - ترجمة الراوي: وهو سهل بن سعد الساعدي الخزرجي الأنصاري، صحابي ابن صحابي، له رضي الله عنه ولأبيه صحبة، وهو من المعمرين المشهورين عاش حتى أدرك الحجاج، وامتحن معه، وتوفي سنة ثمان وثمانين من الهجرة، وقد بلغ مائة سنة، وكان آخر من مات بالمدينة من الصحابة، قال أبو حازم: سمعت سهل بن سعد يقول: لو مت لم تسمعوا أحداً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي لم تسمعوا محدثاً يرفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا، أو قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا، أو رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل كذا من أهل المدينة.

معنى الحديث: يقول سهل رضي الله عنه: " كان رجال يصلون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عاقدي أزُرِهم " أي كان بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغوا من الفقر والفاقة مبلغاً عظيماً حتى إنهم لا يملكون غير ثوب واحد يأتزرون به، ويرتدونه في الصلاة، فيربطونه حول أعناقهم ليكون رداءً وإزاراً لهم وثوباً

<<  <  ج: ص:  >  >>