للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٨ - " بَابُ السَّمَرِ في الفِقْهِ والخيْر بَعْدَ الْعِشَاءِ "

٢٩٤ - عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْعِشَاءِ في آخِرِ حَيَاتِهِ فلمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: " أرأيتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأسَ مِائَةِ لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ أحَدٌ " فَوَهَل النَّاسُ في مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى مَا يَتَحَدَّثُونَ من هذِهِْ الأحَادِيثِ عن مِائَةِ سَنَةٍ، وإنمَا قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " لا يبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمُ عَلى ظَهْرِ الأرْضِ " يُريدُ بِذَلِكَ أسَنها تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ.

ــ

٢٤٨ - " باب السمر في الفقه والخيْر بعد العشاء "

أي هذا باب في بيان جواز السهر والحديث بعد العشاء في العلم والفقه.

٢٩٤ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام يخطب الناس ويعظهم ويعلمهم بعد صلاة العشاء " فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحدٌ " وهذا استفهام جار على غير حقيقته، ومعناه: قد رأيتم هذه الليلة فاحفظوها واضبطوا تاريخها، فإنه لا تمضي مائة سنة إلا ويموت هذا الجيل من الناس، ولا يبقى ممن هو موجود الآن على ظهر الأرض من الناس أحد، ولكن السامعين لم يفهموا هذا المعنى، وشت كل واحد منهم في وادٍ بعيداً عن المعنى المراد، وهو معنى قوله: " فوهل الناس " بفتح الهاء وكسرها " في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي فغلط الصحابة في تفسير كلامه هذا وأخطأوا في فهم معناه، وفهموا منه فناء العالم وقيام الساعة، وانقراض البشرية، وأصاب ابن عمر ووفق لفهم المعنى المراد، وعرف أنه " إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض "

<<  <  ج: ص:  >  >>