للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَكِنْ أعْطِي أقْوَاماً لما أرَى في قُلُوبِهِمْ منَ الْجَزَعِ والْهَلَعِ، وأكِل أقواماً إِلى مَا جَعَلَ اللهُ في قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى والْخَيْرِ، فِيهِمْ عَمْرُو بن تَغْلِبَ"، فَوَاللهِ مَا أحبُّ أنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حُمْرَ النَّعَمِ.

٤١٠ - عَنْ أبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَحَمِدَ اللهَ وأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أمَّا بَعْدُ ".

ــ

بين المقدمة والوضوع، ولذلك تسمى " فصل الخطاب " فأقول: " والله إني لأُعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدع أحبّ إلي " أي: والذي أتركه أحبُّ إلى نفسي ممن أعطيه، " ولكني أُعطي أقواماً لما أرى في قلوبم من الجزع والهلع " أي: من شدة الألم والضجر الذي يصيب نفوسهم لو لم يعطوا من الغنيمة، فأعطيهم تأليفاً لقلوبهم، وتطييباً لنفوسهم، " وأكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى " أي: وأترك أقواماً فلا أعطيهم لأني أكلُهُمْ إلى ما وضع الله في قلوبهم من القناعة وغنى النفس، " والخير " أي وقوة الإِيمان واليقين " فيهم عمرو بن تغلب، فوالله ما أحب أنّ لي بكلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم " أي: فقال عمرو: أقْسم بالله لا أرضى بهذا الثناء الذي كرّمني به النبي - صلى الله عليه وسلم - بديلاً ولو أعطيت أنفس أموال العرب التي هي الجمال الحمر. الحديث: أخرجه البخاري، وهو من أفراده كما أفاده العيني. والمطابقة: في قوله: " ثم قال أما بعد ".

٤١٠ - معنى الحديث: يحدثنا أبو حميد رضي الله عنه: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عشية " أي قام يخطب في الناس ويعظهم ويذكرهم بعد الزوال، وذلك " بعد الصلاة " أي بعد صلاة الظهر أو العصر، " فحمد الله وأثنى عليه " في خطبته " ثم قال: أما بعد " فأتى بهذه الكلمة، ليفصل بها بين

<<  <  ج: ص:  >  >>