للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠٠ - " بَابُ طُولِ الْقِيَامِ في صَلَاةِ اللَّيْلِ "

٤٦٩ - عنِ ابْنِ مسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

" صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِماً حَتَّى هَمَمْتُ بِأمْر سُوءٍ، قِيلَ، مَا هَمَمْتَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أنْ أقْعُدَ وَأذَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ".

ــ

حتى الفجر. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود، وابن ماجة.

فقه الحديث: دل الحديث على أنه يسن لمن يقوم الليل أن ينام عند السحر، كما ترجم له البخاري، لأن تقسيم الليل إلى وقت للعبادة، ووقت للراحة، أنشط للجسم والنفس وأدعى للاستمرار والدوام والمواظبة على قيام الليل دون سآمة أو ملل، وأفضل الأعمال ما داوم عليه فاعِلُهُ، لقول عائشة رضي الله عنها: " كان أحب العمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدومه، ثم قيل لها: متى كان يقوم - صلى الله عليه وسلم - كما قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ " أي إذا سمع أصوات الديكة عند منتصف الليل، أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي. والمطابقة: في قولها: " ما ألفاه السحر عندي إلاّ نائماً ".

٤٠٠ - " باب طول القيام في صلاة الليل "

٤٦٩ - معنى الحديث: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: " صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء "، أي: حتى عزمت على فعل سيء قبيح، " قيل ما هممت؟ قال: هممت أن أقعد "، أي: فلما أطال النبي - صلى الله عليه وسلم - القيام في الصلاة تعبت تعباً شديداً، وشق عليَّ طول الوقوف حتى عزمت على الجلوس. قال القسطلاني: وإنما جعله أمر سوء، وإن كان القعود في النفل جائزاً، لأن فيه ترك الأدب معه - صلى الله عليه وسلم - وصورة من مخالفته.

<<  <  ج: ص:  >  >>