للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٥٣ - عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " الْعُمْرَةُ إلى الْعُمْرَةِ كَفَّارَة لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ المبرورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الجَنَّةُ ".

ــ

تطوع وخير" أخرجه ابن خزيمة والحاكم، وفي رواية: " الحج والعمرة فريضتان ". أخرج هذا الأثر: أيضاًً ابن أبي شيبة والحاكم وابن خزيمة بألفاظ مختلفة متقاربة.

فقه هذا الأثر: دل هذا الأثر على وجوب العمرة مرة واحدة في العمر، وأنها فرض كالحج، وهو مذهب الشافعي وأحمد لما في هذا الأثر من الدلالة على وجوبها، ولأن الله عطفها على الحج (١) في قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) والمعطوف على الفرض فرض، وهو المعتمد. وذهب مالك وأبو حنيفة إلى أنها سنة لحديث جابر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العمرة أواجبة هي؟ قال: " لا، وأن تعتمروا هو أفضل "، أخرجه أحمد والترمذي وفي سنده الحجاج بن أرطأة، وهو ضعيف كما قال الحافظ في " الفتح ". والمطابقة: في قوله: " إلاّ وعليه حجة وعمرة ".

٦٥٣ - معنى الحديث: يقول - صلى الله عليه وسلم -: " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما " أي إذا تكررت العمرة فجاءت عمرة أخرى بعد العمرة الأولى كانت العمرتان سبباً في تكفير السيئات والذنوب التي تقع بينهما، ومحوها من كتاب الحفظة، وإسقاط العقوبة عليها، وعدم المؤاخذة بها يوم القيامة. ثم بين - صلى الله عليه وسلم - فضل الحج فقال: " والحج المبرور ليس في جزاء إلاّ الجنة "، يعني أن الحج الكامل المستوفي لشروطه وأركانه وسننه ومستحباته، الخالص لوجه الله تعالى، المنفق عليه من مال حلال، ليس له ثواب عند الله يوم القيامة إلاّ الفوز بالجنة


(١) " فقه السنة " ج ١ دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>