للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٦٣ - " بَابُ متى يَحِلُّ الْمُعْتَمِرُ "

٦٥٩ - عَنْ أسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:

" أنَّها كَانَتْ كُلَّمَا مَرَّتْ بالْحَجُونِ تَقُولُ صَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ، لقد نَزَلْنَا مَعَهُ ها هُنَا وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خِفَافٌ، قَليلٌ ظَهْرُنَا، قَلِيلَة أزوادُنَا، فاعْتَمَرْتُ أنا وأختي عَائِشَةُ والزُّبَيْرُ وفلانٌ، فلما مَسَحْنَا البَيْتَ، أحْلَلْنَا ثم أهْلَلْنَا مِنَ الْعشِىِّ بِالْحَجِّ ".

ــ

٥٦٣ - " باب متى يحل المعتمر؟ "

٦٥٩ - معنى الحديث: أن أسماء رضي الله عنها كانت كلما مرت بالحجون وهو جبل بالمعلى مقبرة مكة على يسار الذاهب إليها تصلّي على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتذكره لأن الشيء بالشيء يذكر، وتقول: " قد نزلنا ها هنا ونحن يومئذ خفاف " أي خفاف الأجسام " قليل ظهرنا " أي وليس معنا. من الدواب التي نمتطيها إلاّ عدد قليل، ثم قالت: " فاعتمرت أنا وعائشة والزبير " أي ففسخنا الحج إلى العمرة بأمر رسول الله، وذلك عند قدومنا مكة، وإنما ذكرت عائشة مع أن عمرتها قد فسدت بالحيض، لأنّها كانت معهم، ثم طرأ عليها الحيض " فلما مسحنا البيت أحللنا " يعني فلما طفنا بالبيت وسعينا بين الصفا والمروة. تحللنا من إحرامنا " ثم أهللنا من العشي بالحج " أي: ثم أحرمنا يوم التروية بالحج.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: على أن المعتمر يتحلل من إحرامه بالطواف والسعي، وعلى أن أركان العمرة ثلاثة: الإحرام والطواف والسعي، وهو مذهب المالكيّة والحنابلة. وقالت الشافعية (١): أركانها خمسة:


(١) " تكملة المنهل العذب " ج ٢ وكتاب " الفقه على المذاهب الأربعة " ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>