للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي ﷺ كان يكثر: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (١).

والمهم أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من الدعاء، ومن الذكر، لقول النبي ﷺ: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» (٢).

فإن قال قائل: الوقت طويل لا سيما في أيام الصيف، وربما يلحق الإنسان ملل، لأنه لو بقي يدعو من صلاة الظهر والعصر المجموعة إليها إلى الغروب لحقه الملل، فهل اشتغاله بغير الدعاء والذكر مما هو مباح جائز؟

الجواب: نعم وربما يكون مطلوباً إذا كان وسيلة للنشاط والإنسان بشر يلحقه الملل، ونبينا ﷺ يقول: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا» (٣)، وقال لأصحابه حين رفعوا أصواتهم بالتكبير: «اربعوا على أنفسكم» (٤).


(١) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء/ باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة … (٢٦٩٠) عن أنس ﵁.
(٢) أخرجه الترمذي في الدعوات/ باب في دعاء يوم عرفة (٣٥٨٥) عن عبد الله بن عمرو ﵄؛ والإمام أحمد (٢/ ٢١٠) عن عبد الله بن عمر ﵄ ولفظه: كان أكثر دعاء رسول الله ﷺ يوم عرفة لا إله إلا الله … وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، ورواه مالك (١/ ٤٢١) عن طلحة بن عبيد الله مرسلاً وصحح إسناده الألباني في «المشكاة» (٢/ ٧٩٧) وجعله شاهداً للمرفوع، وانظر: «التلخيص» (١٠٤٢).
(٣) أخرجه البخاري في الإيمان/ باب أحب الدين إلى الله أدومه (٤٣)؛ ومسلم في الصلاة/ باب فضيلة العمل الدائم (٧٨٥) (٢٢١) عن عائشة ﵂.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد والسير/ باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (٢٩٩٢)؛ ومسلم في الذكر والدعاء/ باب استحباب خفض الصوت بالذكر (٢٧٠٤) عن أبي موسى ﵁.

<<  <  ج: ص:  >  >>