للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقصير شعرها أمره سهل، فيجب أن تذهب وتكمل عمرتها، ثم يعقد عليها من جديد.

فهذه مسائل خطرة، هذه المرأة لما استحيت من الحق عوقبت بهذه العقوبة، والله لا يستحي من الحق، والواجب ألا يستحي الرجل ولا المرأة من الحق، وإذا كان الرسول ﷺ لما سأله رجل، فقال: يا رسول الله إني أجامع فلا أنزل، أعليَّ الغسل؟ فقال: «إني أفعله أنا وهذه ـ يشير إلى عائشة ﵂ وأغتسل» (١)، فلم يستحِ لأنه حق، ولما سأله ابن أبي سلمة عن قبلة الصائم، وكان عنده أم سلمة ﵂ فقال: «سل هذه» يعني أمه، وكان يقبلها الرسول ﵊ وهو صائم، فقال: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، فقال ﷺ: «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأتقاكم له» (٢)، ولما ضحك قوم من الضرطة وهي الريح التي لها صوت، قال النبي ﷺ: «علام يضحك أحدكم مما يفعل؟» (٣)، هل أنت إذا فعلتها وحيداً في نفسك تضحك؟ ولكن على كل حال الناس يضحكون؛ لأنه من سوء الأدب أن الإنسان يظهر صوت الضرطة


(١) أخرجه مسلم في الطهارة/ باب نسخ الماء من الماء ووجوب الغسل بالتقاء الختانين (٣٥٠) عن عائشة ﵂ ..
(٢) أخرجه مسلم في الصيام/ باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة … (١١٠٨) عن عمر أبي سلمة ﵁.
(٣) أخرجه البخاري في التفسير/ باب سورة ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *﴾ (٤٩٤٢)؛ ومسلم في الجنة ونعيمها/ باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء (٢٨٥٥) عن عبد الله بن زمعة ﵁.

<<  <  ج: ص:  >  >>