كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع

الشرعية لا تثبت بالمرائي، حتى تعرض هذه الرؤيا على نصوص الشرع؛ فإن وافقت قبلت، وتكون الرؤيا تنبيهاً فقط، وإن لم توافق ردت، وإلا لأمكن كل واحد أن يقول: رأيت الرسول Object البارحة، وقال: يا بني عظّمني، أقم لي ليلة المولد باحتفال عظيم، وما أكثر مثل هذه المنامات عند الصوفية، أهل الصوفة، وليسوا أهل الصفة، فأهل الصفة أولياء وأتقياء، وأما هؤلاء فبدع وخرافات، إذاً إذا رأى الإنسان النبي Object في منامه بصورته المعروفة، وأوصاه بشيء فإنه ليس حكماً شرعياً؛ لأن إبلاغ الرسول Object انتهى بموته.

إذاً لا بد من صيغة اللعان أن تكون على هذه الصيغة التي ذكرها المؤلف، وأن يبدأ الزوج بها قبل الزوجة، وأن يختص كل منهما باللفظ المخصص له، الزوج باللعن والزوجة بالغضب.

واللعان وقع في عهد الرسول Object، فهلال بن أمية Object قذف زوجته بشريك بن سحماء Object، وجاء النبيَّ Object يشكو إليه، فقال له: «البينة أو حد في ظهرك»، فأنزل الله ـ تعالى ـ الآيات في هذا، وأجرى النبي Object بينهما اللعان، ووصف النبي Object الولد الذي حملت به المرأة بأنه إن جاء على وصف كذا فهو لهلال، وإن جاء على الوصف الفلاني فإنه لشريك، فأتت به على النعت المكروه، فقال النبي Object: «لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن» (١)، ووقعت بعد ذلك قصة أخرى مع عويمر العجلاني

(١) سبق تخريجه ص (٢٨٨).