للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل يبطل حجي أم أن عليَّ كفارة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا (١).

ج: عليكِ التوبة إلى الله، ومَن تاب تاب الله عليه، والمسلم إذا حج أو صلى أو صام، ثم حصل له ردة، ثم تاب إلى الله ورجع أسلم على ما أسلف من خير، تبقى أعماله الصالحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام، لما أسلم وذكر له أنه قد سبق منه عتاقة وصدقة قال: «أسلمت على ما أسلفت من خير» (٢) والمسلم إذا أسلم كَفَّرَ الله عنه ما كان عليه سابقًا من الذنوب والشركيات، وإذا حسن إسلامه كَفَّرَ الله عنه كل شيء، فالواجب على مَن وقع في ناقض من نواقض الإسلام؛ من سب للدين، أو تكذيب بما أوجب الله، أو إحلال لما حرم الله أن يتوب إلى الله، وإذا بادر بالتوبة الصادقة والإصلاح واستمر فإن الله سبحانه يمحو عنه ما سلف من ذنوبه، ويغفر له ما وقع منه، وتبقى أعماله الصالحة السابقة على حالها لا تبطل، حجه باقٍ وصومه باقٍ، وليس عليه حج آخر، هذا هو المشروع الذي بينه الله ورسوله، قال الله عز وجل: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.


(١) السؤال الثالث من الشريط رقم (١٧٠).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم، برقم (٥٩٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>