للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠ - وجوب الحذر من الوقوع في الرياء

س: ما حكم من يداخله الرياء في بعض الأعمال القليلة؟ وللعلم هو يتألم أشد الألم بسبب هذا، وهو في قلق مستمر، ما نصيحته سماحتكم؟ جزاكم الله خيرا. (١)

ج: نوصي كل مسلم بالحذر من الرياء، دقيقه وجليله، كثيره وقليله، نوصي بالحذر، والرياء هو كونه يعمل عملا لأجل الناس، لأجل يسمعونه أو يرونه، حتى يمدحوه، ونحو ذلك، يصلي حتى يروه أو يتكلم بوعظ حتى يثني عليه، أو يقرأ حتى يثني عليه أو ما أشبه ذلك، يعني يعمل من أجل رياء الناس وحمدهم وثنائهم ونحو ذلك، يجب الحذر، وهذا الرياء يبطل العمل، فلا يكون له ثواب، يكون صاحبه آثما، وهذا من الشرك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم آمرا للصحابة: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. فسئل عنه فقال: الرياء (٢)» خافه عليهم وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، وسماه شركا أصغر.

فالواجب الحذر منه، فالذي يقرأ يرائي الناس قد أشرك شركا أصغر، أو يصوم لأجل أن يقول الناس: هذا صائم يرائي الناس أو يتصدق يرائي الناس، أو يحج يرائي الناس، أو ما أشبه ذلك الواجب الإخلاص لله وأن يعمل لله احتسابا، لا يرائي أحدا من الناس.


(١) السؤال السابع والثلاثون من الشريط رقم ٣٤٠.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسند الأنصار، حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه، برقم ٢٧٧٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>