للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج: أولا ننصحك بالصبر والكلام الطيب، وحسن الأسلوب معه، والدعاء له بالهداية والتوفيق، ونقول لك: قد أحسنت وقد ذكرت له الحق، فإن عليه أن ينصف زوجته وأن يعطيها حقها بالمؤانسة، والجلوس معها والتحدث معها، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما أوصى أمته عليه الصلاة والسلام وقال: «استوصوا بالنساء خيرا» (١) وقال لعبد الله بن عمرو لما أعرض عن زوجته: «إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه» (٢) ولما زار سلمان رضي الله عنه أبا الدرداء، ورأى عنده شيئا من التقشف والتعبد، وعدم التفاته إلى أهله نصحه، وكانت اشتكت إليه زوجة أبي الدرداء، وأنه لا حاجة له في الدنيا، فعرف من كلامها أنه لا يلتفت إليها كما ينبغي، فنصحه سلمان وأمره أن ينام مع أهله إلى آخر الليل، ثم يقوم يصلي وأمره أن يصوم تارة ويفطر تارة، وقال له سلمان: إن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه،


(١) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الوصاة بالنساء، برقم (٥١٨٦)، ومسلم في كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء، برقم (١٤٦٨).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب حق الضيف، برقم (٦١٣٤)، ومسلم في كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به .. برقم (١١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>