للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان لا يستتر من بوله (١)»، يعني أنه: لا يستنجي من البول، فأخبر أنهما عذبا بسبب هذه المعصية، وفي الحديث الآخر: «أكثر عذاب القبر من البول (٢)»، وقوله: «استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه (٣)» فدل ذلك على أن المعاصي قد يعذب أهلها في القبر بسببها، وبهذا تعلم أن القبر إما محل عذاب، وإما محل نعيم، ولكنه عذاب مقدم، ونموذج لعذاب النار، ونعيم القبر نموذج من نعيم الجنة فينبغي للمؤمن الحذر، والاستعداد للآخرة وأن يتأهب للقاء الله، وأن يحذر أسباب العذاب، وذلك بالاجتهاد في طاعة الله، والاستقامة على أمر الله، والبعد عن معاصي الله، والتواصي بالحق والصبر عليه، حتى تلقى ربك، وأنت على هذا الحال، تلقى ربك وأنت مجتهد في طاعة الله، مبتعد عن محارم الله، واقف عند حدود الله، تعين إخوانك على الخير، وتوجههم إلى الحق والصبر عليه، هكذا يكون المؤمن حتى


(١) أخرجه البخاري كتاب الوضوء، باب من الكبائر ألا يستتر من بوله، برقم ٢١٦، ومسلم في كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، برقم ٧٠٣.
(٢) أخرجه الدارقطني في كتاب الطهارة، باب نجاسة البول والأمر بالتنزه منه، برقم ٤٦٤.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب ما جاء في غسل البول، برقم ٢١٨، ومسلم في كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول، ووجوب الاستبراء منه، برقم ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>