للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصلين، فدل على أن عدم الصلاة من أسباب دخولهم النار، نعوذ بالله من ذلك، فيجب على المؤمن أن يحذر هذا العمل السيئ، وأن يصلي كما أمره الله، وأن يحذر هذا التساهل الذي يحصل لمن اعتقد بزعمه أنه كفر أصغر، حتى ولو كان كفرا أصغر الواجب الحذر من جميع ما حرم الله عز وجل، فكيف وقد سمي كفرا، فإن الواجب هو الحذر منه أكثر من غيره، وإذا كان تركها كفرا أكبر فالأمر أعظم وأعظم، وهذا هو الصواب أنه كفر أكبر لما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (١)» رواه مسلم في الصحيح.

وقوله عليه الصلاة والسلام: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (٢)» أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه، وهناك أدلة أخرى على ذلك، وفي هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (٣) {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (٤) {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (٥) {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (٦) {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (٧) {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (٨) فجعل


(١) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كفر من ترك الصلاة، برقم (٨٢).
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (٢٦٢١)، والنسائي في المجتبى في كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، برقم (٤٦٣)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، برقم (١٠٧٩).
(٣) سورة المدثر الآية ٤٢
(٤) سورة المدثر الآية ٤٣
(٥) سورة المدثر الآية ٤٤
(٦) سورة المدثر الآية ٤٥
(٧) سورة المدثر الآية ٤٦
(٨) سورة المدثر الآية ٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>