للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقاربوا بينها حاذوا بالأعناق (١)» «من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله (٢)» هكذا يحرضهم على تسوية الصفوف، ويقول: «سدوا الفرج، فإن الشياطين تدخل بين المسلمين في الفرج كأولاد الغنم (٣)» وكان صلى الله عليه وسلم يحثهم على إقامة الصفوف وسد الفرج التي بينهم، وأن يستقيموا، ويقول: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ " قالوا: يا رسول الله، كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: " يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف (٤)» هكذا قال، يعني يتمون الصف الأول فالأول، ويتراصون فيها ثم يعتنون بذلك غاية العناية، هذا ما يجب على المؤمنين أن يتراصوا في الصفوف، وأن يكملوا الصف الأول فالأول؛ عملا بأمره صلى الله عليه وسلم وتوجيهه، ويقول: «رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق (٥)» وهذا يتكرر منه عليه الصلاة والسلام في كل صلاة؛ حتى ينتبه الناس، وحتى يتواصوا بهذا الأمر ويتناصحوا،


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، برقم (٦٦٧).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، برقم (١٣٣٢٤).
(٣) أخرجه أحمد في مسنده، من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه برقم (٢١٧٦٠) ولفظه " وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل بينكم بمنزلة الحذف يعني أولاد الضأن الصغار ".
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة برقم (٤٣٠).
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، برقم (٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>