للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان لا يستتر من البول (١)» وفي اللفظ الآخر: «لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة (٢)» فعذاب القبر حق، والإنسان يعذب في قبره، وبعض العصاة يعذب في قبره إلا من عفا الله عنه، ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبي القبرين، وأنهما يعذبان: أحدهما بعدم تنزهه من البول، وأنه لا يبالي بالنجاسة، والثاني لمشيه بالنميمة، نعوذ بالله، وقد ذكر ابن رجب رحمه الله في كتابه (أهوال القبور) أشياء من هذا النوع من التعذيب الذي يقع لأهل القبور، بسبب معاصيهم، فإن بعض الناس قد تدعوه الحاجة إلى نبشه، إما لكونهم نسوا مسحاة عنده أو عتلة أو غيره، هذا مما تحفر به القبور، فقد ينبشونه ثم يجدونه يعذب، نسأل الله العافية، وقد يجدونه يشتعل قبره عليه نارا، وبعضهم يجدون في رقبته نارا، وبعضهم يجدون نفس المسحاة قد جعلت في رقبته تشتعل نارا ... إلى غير هذا كما ذكر ابن رجب رحمه الله، المقصود أن الله قد يطلع بني آدم على بعض العذاب للذي يكون في القبور، وقد أخبرني إنسان لا أذكره الآن من نحو ثلاثين سنة، أو أربعين سنة: أنه بلغه أن عمته تعذب في قبرها، وأنه أخبره أناس عندهم وقفوا على قبرها وسمعوا العذاب، قال لي: إني ذهبت إليها في يوم من الأيام


(١) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب ما جاء في غسل البول برقم (٢١٨).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، برقم (١٩٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>