للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن الله تعالى لما ذكر في غير هذه (١) السورة من يأخذ كتابه بيمينه ومن يأخذه بشماله من غير مزيد، أمكن أن يعتقد المؤمنون أنه لا فرق بينهم وبين الكفار في ذلك إلا الأخذ باليمين والأخذ بالشمال فقط.

فلما أخبر الله تعالى في هذه السورة أن هناك من يأخذ كتابه من وراء ظهره، وتبين أنه الكافر، أفادنا ذلك شيئا آخر، وهو أن الكافر يأخذ كتابه بشماله من خلفه الذي هو وراء ظهره على وجه الزيادة في الإهانة له، وكأنه تعالى قال: وأما من أوتي كتابه بشماله وراء ظهره (٢)، فيكون قوله وراء ظهره تبيينا لكيفية أخذ الكتاب بالشمال (٣).

وهذا كما جاء في التفسير أن أهل الشمال تغل أيمانهم إلى أعناقهم وترد (٤) شمائلهم من وراء ظهورهم.


(١) في (أ): هذا.
(٢) هنا طمس في (ب).
(٣) علق البخاري في الصحيح (٤/ ١٨٨٤) عن مجاهد قال: كتابه بشماله: يأخذ كتابه من وراء ظهره.
ووصله الفريابي، كما في الفتح (٨/ ٦٩٧).
وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٤٨٩): وأما من أوتي كتابه وراء ظهره، أي بشماله من وراء ظهره، تثنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك.
وانظر تفسير القرطبي (١٠/ ٤١٩) والطبري (٣٠/ ١١٧).
واستظهر ابن عثيمين في شرح الواسطية (٥٠٩): أن من الناس من يأخذ كتابه بيمينه، ومنهم من يأخذه بشماله وتجعل يده من وراء ظهره.
(٤) في (أ) بياض هنا، وأتممته من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>