للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكفار، فيكون الله تعالى هو المتولي لأمرهم لشهادتهم بوحدانيته في الوقت الذي نطقوا به، إذ هو المستأثر بذلك في عالم الغيب.

وعلى هذين التأويلين يصدق أن تكون هذه الحالة الرابعة في أهل هذه الملة كما تقدم، وهو الذي يظهر من الحسن بقوله عن أنس: ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا.

وأما الوجه الثاني: وهو أن يكون سؤال الشفاعة في من قال لا إله إلا الله من غير هذه الملة فهو قوي في معناه.

وذلك أن الحديث يتضمن أربعة أحوال: ففي الأحوال الثلاث منها إذا خر النبي - عليه السلام - فيها ساجدا يقال له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فيقول: «رب أمتي أمتي»، فيقال له: انطلق، فيخرج من النار من يخرجه على حسب التدريج المذكور في الحديث، وفيها كلها: «أمتي أمتي».

فالمخرجون من النار هم من الأمة بلا إشكال، فزاد الحسن ذكر الحالة الرابعة، بأن قال: «ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع» فيقول (١): يا رب إيذن لي فيمن قال لا إله إلا الله. قال: ليس ذلك لك، أو قال: ليس ذلك إليك، ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي


(١) في (ب): فأقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>