للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله: «ولم يبق إلا أرحم الراحمين» دليل على أنه لابد له تعالى من أن يخرج قوما من غير شفاعة شافع، واللفظ المتقدم هو لفظ مسلم.

وعند البخاري (١) في هذا الحديث: «فيقول الجبار جل وعز: بقيت شفاعتي فيقبض قبضة من النار فيخرج قوما قد امتُحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة». الحديث.

وعندهما (٢) جميعا فيه: «فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه».

وهذه القبضة من الخلق لابد أن يكون عندهم ما يستحقون به أن يقبضوا فيخرجوا من بين سائر أهل النار، وذلك هو قول لا إله إلا الله.

ومعنى قوله فيهم: «لم يعملوا خيرا قط» أي بعد التلفظ بالشهادة، وعلى ذلك يتنزل قوله: أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه.


(١) رواه البخاري (٧٠٠١) عن أبي سعيد.
وكذا هو عند البخاري (٧٧٣ - ٦٢٠٤ - ٧٠٠٠) عن أبي هريرة.
(٢) رواه البخاري (٧٠٠١) ومسلم (١٨٣) وابن حبان (٧٣٧٧) والحاكم (٨٧٣٦) عن أبي سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>