للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا القول يحتاج إلى تفصيل، فإن حمل على المعرفة بربه في ذلك الوقت فلا يصح على ما قلناه في من قال إن الفطرة هي الإسلام.

وإن عنى بذلك الخلقة التي خلق عليها في المعرفة بربه إذا بلغ المبلغ الذي تتأتى (١) منه المعرفة لكونه خلق على خلاف خلقة البهائم التي لا تتأتى (٢) (ق.١٣٤.أ) منها المعرفة بالله فصحيح، ونحن نبسط هذا المعنى فنقول:

أما قولهم أولا عن الفطرة إنها الخلقة فتعضده اللغة، فإن أصل الفطرة هو (٣) الخلقة، قال الله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: ١]. وقال: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ} [الأنبياء: ٥٦]. وقال حكاية عن إبراهيم: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: ٢٧]، وقال: {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} [يس: ٢٢].

لكن ليس المقصود بقوله: «كل مولد يولد على الفطرة» أنه يولد على الخلقة فقط، فإن كل أحد يدرك أن المولود إنما يولد على خلقة ما من تمام أو خداج، وإنما معناه أنه يولد على خلقة يعلم بها أن له صانعا خلقه مهما


(١) في (ب): تأتى.
(٢) في (ب): تأتى.
(٣) في (ب): هي.

<<  <  ج: ص:  >  >>